ذوي الأعذار في القران الكريم دراسة تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

لقد عالجت الشريعة الإسلامية الكثيرمن القضايا الاجتماعية الهامة، من أهمها ما كانت الجاهلية تعامل به اليتامى، وقد أولت الشريعة الغراء هذا الجانب وهو حقوق، اليتامى اهتماماً عظيماً، بل إن أول وصية في سورة النساء بعد الأمر العام بتقوى الله وتقوى الأرحام هي الوصية باليتامى والعناية بهم وحفظ أموالهم، والعدل مع اليتامى، وتوريثهم، وكشف عوار الجاهلية وتعسفها فيما تعامل به اليتامى من ظلم، يتمثل ذلك في أكل أموالهم بغير حق، بل بأكلها إسرافاً ومبادرة خوف كبرهم، ومن منع اليتيمات من الزواج لأجل أكل أموالهن، أو يزوجن من الأوصياء أو الأولياء أو من أقاربهم، ممن لا يعدلون معهن في المهور والنفقات، بل ولا في نصيبهن من الأزواج لأن زواجهم بهن ليس لرغبة فيهن وإنما رغبة في ما لهن كيلا يذهب هذا المال بعيداً في الغرباء.

ومن عظيم حكمة الله- تبارك وتعالى- في شأن رعاية اليتامي، أن جعل خير أنبيائه ورسله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتيما، وذلك يدلنا أن اليتم ليس عيبا ولا عارا ولا نقيصة أو نكالا-كما يظنه بعض أهل الجاهلية-ولكنه قدر قضاه الله-سبحانه-لحكمة عالية، ولو كان الأمر كما يظنون ويزعمون لما كان خير خلقه يتيما وهو أكمل الناس خلقا وخلقا.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية